22‏/12‏/2013

مُذكِرات رجل حائِر 2




" بداية الحيره "



منذ أول يوم يجمعنى بها تحت سقف واحد وبدأت حيرتى فيها فكيف لها أن تكون هكذا ؟ بدأت حياتى معها بصلاة تجمعنى أنا وهى وقبل البدء فى الصلاه طلبت منى أن أطيل السجود فتره وأن أتمنى وأدعو لكل شئ فى حياتنا وبعد أن أنتهت صلاتنا فأقتربت إلى وأمسكت بيدى وأخذت تسبح وتحمد وتستغفر على أصابع يدى اليمنى ويا لها من طريقه خطفت قلبى فكدت أن أبكى من رقتها وهى كانت تشعر بيدى وأحست بخجل
وقالت فقط أريد أن تكون حياتنا هكذا !
فصارت علامات التعجب على وجهى !
فـتفهمت تعجبى وقالت أريد مشاركتك كل شئ كما سأشاركك الحياه والطعام والشراب والأحلام أريد مشاركتك حتى فى الثواب والعباده وتذكرت حينها تعجُبى من سرعتها فى الرد حينما طلبت منها الزواج فسألتها حتى لا أخفى عنها شئ 
هل لى أن أسألك سؤال ولم أنتظر ان تأذن لى بالموافقه وروحت أسألها " لماذا تسرعتِ بالموافقه ؟ " 
فكان ردها أشبه إلى بالصدمه :
تسرعت !!
كيف هذا كل هذا الوقت وتخبرنى أنى تسرعت ؟ كيف ! كيف وأنا أنتظرك منذ أن تعلمت معنى الحب كيف وأنا أنتظرك وحجبت نفسى عن كل عيون الرجال 


فقط من أجلك أنت ! 
كيف تسرعت واننى منذ ان علمنى دينى معنى الحب الحلال
وذكر الله فى كتابه سبحانه وتعالى 
" الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ "


ألا ترى كيف ذكر أن " الطيبون للطيبات " 
وأنا أثق فى إختيار ربى وحسن ظنى به بأنك الطيب الذى سأُكمل معه حياتى !! 
وراحت تخبرنى كيف أنها إنتظرتنى كثيرا وكانت تدعو الله كل يوم أن يجمعها بالزوج الصالح وأخذت تدعو ان تكون عند حسن ظنى دائما وان تستطيع ان تكمل رسالتها معى وتحدثت إلى بلهجه حنونه كأم تنصح إبنها بأن
أحافظ عليها وعلى هذا البيت وان اطعمها دائما من الحلال وان اتخذها الزوجه والام والاخت والصديقه والابنه لاننى أمثل لها ذلك كله وأكثر 
وراح الصمت يغلب على وما كان منى سوى ان اشرد فى تلك التى لولا الخوف من الذنوب لقلت انها ملاك ولم أنطق
فقط قبلت كفيها !!
وهكذا هى كانت البدايه فأرجوكم أخبرونى 
كيف لى أن لا أكون حائر مع تلك التى خطفت قلبى من اول لحظه تجمعنى بها كيف لى ان لا أعشق امرأه وعدت وأوفت خير الوفاء !!
ومرت الأربعة أشهر لم أجد منها الا ما هو يسر وعاملتنى معامله لم أجد مثلها
رغم أننى أحيانا كنت أفكر فى داخل نفسى
أن هذا فقط فى بدايات الزواج ثم بعد ذلك يموت كل شئ تدريجياً 
ولكن روحت أنعم بتلك الفتره التى لن أنساها طيلة حياتى 
فكانت توقظنى كل يوم قُبيل صلاة الفجر لأتوضأ وأصلى معها جماعه وكانت تسعد كثيرا كونى إمامها وراحت تطلب منى أن نقرأ سورة يس بعد كل صلاه فجر تجمعنا وفعلا كنت أقرأها خلال الأربعة أشهر بمثابة كل يوم وهى تستمع إلى وأنا أحيانا أستمع إليها وكان دائما يستوقفها قوله تعالى
" إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ "
وتستمر فى تكراها مراراً وتكراراً وهى تُتمتم بالدعاء 
وظللت إمامها فى كل صلاه خلال الأربعة أشهروحان الأن وقت الإستعداد للسفر 
لم تقابل هذا بضجر بل حب شديد ولم أرى معنى لكلمة الوداع مثلما رأيت فى ذلك اليوم الفاصل بين وجودى هنا وسفرى الى هناك وأحسست ولأول مره بمعنى أن تترك جزء منك بعيد وكنت أنا أكثر شغفا لسرعة الإجراءات ووجودها بجانبى وقامت هى بكل ما تملك الأم من حنان تدعو لى وهى ترتب شنطة سفرى وحينما سافرت كانت المفاجآه فتحت شنطتى ووجدت مصحفها الذى كانت تقرا منه 
بداخله ورقه مكتوب بها 
" لا تنسى صوتى ولا تنسى قرائتك "
ووالله ما كانت تعرف أن صوتها ما كان يفارقنى أبداً وكانت خير معينه لى لتذكرى لصلواتى ومواظبتى عليها فصرت لا أطيق أن أفوت فرضا ورحت أرتب البيت وأضع ملابسى ولم تترك أى ملابس لى إلا ووضعت بها ورقه ورحت أشتاق لإرتداء ملابسى لقراءة الورقه !! 
ومر هذا الشهر كألف عام وعام وعام !!
حتى حان الوقت لمجيئها وأعددت البيت إستعداد كاملا وحينما وصلت لأول مره رأيت دموعها !!

فكانت حينها دموع الطفله التى تشتاق إلى حنان أبيها 
وها أنا أحيا من جديد مع رفيقة عمرى ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق