26‏/12‏/2013

مُذكِرات رجل حائِر 3




" تقسيم الأيام والهـديه الأولى "

بعد مجيئها صارت غُربتـى جنٌه بوجدها بجانبى
لم أشتكى يوماً من شوقى إلى وطنى
فا والله لم أكن أعلم أنها هى الوطن وهى المأوى الذى كان بإنتظارى
جلسنا سوياً لكى نتشارك الحديث حول حياتنا فى الغربه
وسط حديثنا وجدتها تبتسم فسألتاها

 " أدام الله إبتسامتها "
 لماذا تلك الإبتسامه ؟
قالت أود أن أخبرك شيئا لطالما كنت أقنع نفسى أننى سأقوم به معك
فرحت أشتاق لمعرفة ذلك الشئ
فأخبرتنى أنها تريد أن تُقسم أيام الأسبوع !!
 فرحت أسألها كيف ذلك ؟
فقالت لى حتى لا تكون حياتنا مُتكرره سأترك لك يوما بالإسبوع أو يوما بالشهر
 ويكون لك فقط تفعل به ما تشاء وتستعيد أيامك السابقه ,
وتترك لى يوما مثلك ويوما نقضيه سوياً
 كأننا فى فترة التعارف وجنان الخطوبه التى لم نعيشها
 ربما تعجبت من الفكره كثيرا وكنت أود اخباراها اننى لا أريد سوى ان تكون أيامى كلها معها
ولكن أردت بالفعل أن أقوم بتجربة ذلك
 وأعجبتنى الفكره كثيرا
وبدأنا فى تنفيذها
ولكن !!
ما كان منى فى يومى الا اننى لم اطيق ان اعيش يوم دون ان تكون هى فى حياتى
 وروحت اخبرها بذلك ولا استطيع ان اصف مدى فرحتها باحساسى هذا
فكان يومى مثل مراهق يعشق لأول مره ويكلم حبيبته تليفونيا ليخبرها مدى حبه لها
أما عن يومها كان أشبه إلى يومى ودون أن ندرى تعلقت أرواحنا ببعضها
فصاريومى ويومها هكذا نقضيه وسط الإصدقاء ونتابع التحدث  تليفونيا فراحت عدد ساعات الحب تغلب الجلوس مع الأصدقاء إلى جانب الرسائل التى نتبادلها كعاشقان يُطوقهم الحنين دائماً ,
 أما عن ذلك اليوم الذى يجمعنا معاً فكان أكثر الأيام قُرباً لقلبى
فلطالما كنت أتسائل دائما ماذا تعنى الخطوبه ومغامراتها
ربما لم تتيح لى ظروفى بأن أجرب ذلك الإحساس
ولكن هدية الله إلى جعلت هذا اليوم يوما من أيام الخطوبه
فكان الأجمل على الاطلاق
ولا أظن أننى إن كنت قمت بتجربتة كان سيصبح مثل روعة تجربته الآن 
 فـكان هو يوم التنزه وإستعادة الذكرايات والأحاديث والضحك والتحدث عن الأحلام
وأحيانا عن كل ما يكنُه الآخر من حنين لأى شئ , تحدثنا عن ما أحبه وما تحبه عن عاداتى وعاداتها عن هواياتى وهواياتها والمناقشات الجديه والإتفاق والإختلاف
 وكان أكثر الوقت تنصت إلى
حقاً كانت تتقن فن الإنصات
أشهد لها بذلك
ولا أستطيع ان أنكر ان كل يوم يزداد تعلقى بها وأعرف معنى جديد للحب
 وطريقً آخر إلى السعاده وباب من أبواب التغير
 فقد غيرت حياتى وأضافت لها كل ما هو جميل !!
ربما يظن الكثير أن ما أجمل فكرة تقسيم الأسبوع
 ولكن عفواً جمال كل شئ كان يكمن بـهـا
 " هـى فقط "
وهكذا صارت أيامنا
وطوال تلك الفتره كانت حريصه على حُسن علاقتى بأهلى فراحت تَحثُنى على الإتصال الدائم
 بأمى وأبى والدعاء لهم
ولا أنسى الحديث الصحيح الذى كانت دائما ما تُذكرنى به
"
بروا آباءكم تبركم أبنائكم "
 
حتى صارت هى حبل الوصل بينى وبينهم وأصبحت علاقتى بهم أكبر  
وراحت تُعيننى على عملى وتوفر لى كل سبل الهدوء والراحه
وكان أكثر ما يُبهرنى بها هو إهتمامها بكل تفاصيل حياتى
عملى طعامى شرابى راحتى نومى وإستيقاظى
وكان يكثر إهتمامها
خاصة بأناقتى
فكان لها ذوق خاص لا ينم عن أنه ذوق أنثى فقط
ولكن ما رآنى أحداً إلا وقال لى أن ملامح العشق تظهر فى كل تفاصيل حياتى
بداية من ملبسى حتى عطرى
 ولا يعلمون أنها سر هذا العشق !!
 وصرت " أنا هى " لا مجال للواو بيننا
حتى أنها صارت تشعر بى إن شردت فتخبرنى بما يدور بداخلى
 ولاحظت ذلك حينما كانت تجمعنا جلسة سمر وأنغمست فى التفكير حتى جائتنى لتخبرنى
 انها تعلم بماذا أفكر ولن أنسى إبتسامه عينها وهى تخبرنى بأن ما يشغلنى هو
أننى أتمنى ذلك الرزق الذى لم ياتى بعد
لم أكن لأتعجب لاننى تيقنت من أنها صارت تفهنى أكثر منى حينها
وفى تلك الفتره لم يكن يشاء العلى بأن يرزقنا بأطفال
 ولم تطلب هى يوما او تذكر ولم أكن أحتاج أنا ايضا ان اذكر أو اطلب ربما لخوفى من أن يأخذها منى أو أن تتغير حياتى معها رغم تيقنى من ذكائها الذى يخبرنى العكس
بأن القادم أفضل بكثير ولأننى دائما ما كنت أشعر أنها هى طفلتى
وأخبرتنى انها تود أن نذهب سوياً  الى الطبيب للتأكد من سلامة صحتنا ,
 وذهبنا إلى الطبيب وأخبرنا بأن صحتنا جيده والحمد لله وأن نطمئن
ولم نكن بحاجه لأن يخبرنا بأن نطمئن فكان وجودنا معاً هو الاطمئنان بحد ذاته
ولن أنسى تلك الجمله التى كتبتها لى فى صباح ذلك اليوم
" أنت لست فى قلبى بـل قلبى أصبح أنت " 


فى تلك الفتره كنت دائما ما أفكر كيف لى أن أعوض تلك الفتاه التى غيرت حياتى وأعطتها كل معانى الحب والغرام وقربتنى كثيراً إلى الله وملئت قلبى بالعشق وعلمتنى الحب !!
تذكرت أول يوم لى معها وأول صلاه تجمعنا حينما طالبتنى بأن أطيل السجده وسمعت همساتها وهى تطلب من الله أن يحمينا ويبارك لنا وفينا وفى ذريتنا وكان آخر ما تمنته فى سجدتها هو أن تزور المصطفى صلى الله عليه وسلم وأنا معها !!
حينها أحسست بوخذه فى قلبى !
 فرحت أعد لأول هديه أهديها لها بعد مرور السنه الاولى من زواجنا
وأنا لازلت أشعر بأن كل يوم كأنه أول يوم بل أجمل يوم ,
شرعت فى إعداد تذاكر السفر وطلبت منها أن نقضى أول ذكرى زواج لنا فى البيت معا
 ولاقت هى الفكره بترحاب شديد وراحت تعد البيت
ورحت انا اعد الساعات والخطوات لتقترب اللحظه التى سأهديها هذا
وحين عودتى وأنا أحمل الظرف بداخله تذاكر السفر قابلتنى بوجه مبتسم خجول جميل الملامح بنظرات بريئه  وروحت إليها وأغمضت عينيها وأخبرتها أننى أحمل هديه صغيره إليها وراحت هى  بفضول طفله تتعلق بأبيها تلح أن تعرف وحينما مسكت الظرف وكأنها أحست فلاحظت أن يدها ترتجف وحينما نظرت إلى التذكره ما كان منها إلا أنها سجدت وزرفت الدموع أنهاراً
وأطالت نظرتها إلى بكل ما تحمله معانى الحب والإمتنان والموده والعشق
 وكان نور فرحتها يشع من دموعها
ما أحلاها من زوجه وما أجمله ذلك الإحساس الذى تمنحنى إياه فى كل لحظه أعيشها بجانبها
وراحت هى بفرحة طفل بقدوم عيد ترتب اشيائها وشنطتى بكل حب
وكعادتها ملأتها بقصاصات الورق التى لا تزال حتى الآن فى صندوق قلبى
ورحنا نشد الرحال إلى " بيت الله "
حين وصلنا ومع بداية مناسك العمره ما كان منى فى الطريق سوى
ان ادعو الله بأن يحفظها لى
 أماً حانت عليا كثيرا وخافت أكثر
وأختا لا تترك أخيها أبدا وتأنس بصحبته
وإبنه ما أجمل خطواتها وهدوئها وحنانها على أبيها
وصديقه هى نعم الصداقه التى تغنى عن كنوز الدنيا
وزوجه والله ما رضى قلبى يوماً مثلما رضيت عنها
 فهى " نعم الزوجه التى يجب أن تكون "
والتى كانت تدخر كل وقت وجهد ونفس لإسعادى أنا فقط
وما كان منى من شكر إلا وقابلته هى بأنها تنفذ قول رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم
  " لو أمرت أحداً أن يسجد لغير الله لأمرت الزوجه أن تسجد لزوجها "
 وكانت ما أجملها من زياره لأرى حبيبنا المصطفى وبرفقتى أجمل ما أهدانى الله فى هذه الدنيا فوالله لو ظللت أحمد الله على نعمة " زوجتى " ما كفانى دهراً على دهرى
ومرت العمره دون أن نشعر سوى براحه لم تفارقنا حتى الآن !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق